شخابيط وكلام ممكن يكون مهم وممكن يكون فاضي ايا كان فهو كلام خارج من أعماقي
RSS

الأحد، 22 سبتمبر 2013





تطوق نفسي إلى الغريب الذي لا يأتي , فهي تعشق الغرباء , ولها من معرفتهم مقاصد أخرى , تهتف النفس قائلة أين ذاك الغريب , مللت من السير في الطرقات وعلى الشواطيء في ليالي الصيف الدافئة وليالي الشتاء المبللة بدموع السماء , مللت من ترددي على المقاهي الخاوية والمطاعم المهجورة , بحثا عن الغريب الذي لا يأتي , مللت بعدد فناجين القهوة التي احتسيتها وحيدة بانتظاره , مللت أكثر من عقارب ساعتي الباحثة عنه  , ومللت بعدد معاطفي التي أرتديتها في انتظاره , وألواني التي انتقيتها للقاءه , وأقلامي التي أشتريتها لكلماته. مللت بعدد مرات جلوسي مع غرباءٍ غرباء أتسلل في أرواحهم باحثة عن ذاك الغريب , فتتعلق نفسي أكثر بلقاء الغريب الذي لا يأتي , ذاك الغريب الذي يبادلني أحاديث ليست عنه وليست مني , ذاك الغريب الذي يروي ظمأ كلماتي بقصة ذاك الغريب , لا أعلم مدى طمع كلماتي ولكنها تزيد في طمعها كلما التقت شخص غريب ولكنها لا تكتفي وتطالب بذاك الغريب  الذي أتقاسم معه قهوة الغرباء , لذة اللقاء الأول ,انصات الكلمة الأولى ,  خبرة  حكايا الغرباء , متعه ابتسامتهم الصافية , صدق دمعتهم الحزينة, لمسة أحاسيسهم الراقية,  ابتسامة اللقاء الأخير . ذاك  الغريب الذي يطلعني على أسرار الشعر فأبهره بكنوز الأدب , يطلعني عن مكابد الدنيا فأطلعه على  فضائل النفس , ذاك الغريب الذي يرمي بسره في جعبتي , يرمي حكاياه الموجعة في قلبي, يجلدني على الصبر بدعوة  , يسقيني من مناهل الكتب , يهديني خبراته الثمينة , فيأخذنا الوقت وتمر الساعات ,وتحين لحظة الوداع فيرحل , وأبقى أنا لأعقد كلماتي من درر ذاك الغريب , وأتنفس بعمق فأحيا حياة أخرى , من إلهام ذاك الغريب . 


الأحد، 1 سبتمبر 2013






ليلة أخرى من ليالي الصيف الحار, السماء صافية, النجوم تزينها, وجه القمر مكتمل, ينعكس ضوئه في عينيها, وينعكس وجهها على صفحته, تحتضن السماء بأحلامها, ترسم من النجوم حيوات أخرى, تسامر دفء الليل, إلى أن يغلبه النعاس وتستنشق نسمات الفجر المعطرة, ترسل معها الدعوات, التي تغلفها ببضع سجدات خاشعة لمن تحب, تستقبل الشمس بابتسامتها الصافية, تغمض عينيها تداهمها أحلام اليقظة من جديد , تبتسم وتتمتم يكفيني حُلم كي أحيا, يهمس فؤادها, سيبهرك الله من عجائب فرحه, تضع يدها عليه, وتخبره أعلم, طالما الله معي , فأنا بخير, تتلوا آيات من الذكر الحكيم, يغلبها النعاس, تنام على أمل, تستيقظ كل يوم لتجدده باليقين, تشرق ابتسامتها الكون مع اشراقة عينيها, تحمد الله وتتنفس لقد منحنا الله فرصة أخرى, تمضي يومها في شوق للقاء أحلامها التي أسكنتها بين مواقع النجوم, يأتي الليل ليعيد لها أحلامها مزينة بعهد من الله ,"أنا عند ظن عبدي بي", ويلهمها بحلم جديد على ضوء القمر, رائحة القهوة, صوت موسيقاها المفضلة, وكتابها الجديد, فتحتفظ به بين طيات رسائلها الملونة, وتبتسم من جديد .