أشعر وكأن ذرات النسيم معطرة بعطر ايماني غريب تتوغل داخل خلايا قلبي فتنعشه وتسحرني فيبحر قلبي معها في بحر التأمل والصمت الناطق فيجبر قلمي على رسم احاسيسي
ولكنه دائما عاجز عن رسم تلك اللوحة الإيمانية المبهرة فيمزق أوراقه ويسترخي بجواري ليستمتع بمعزوفات الطبيعة الساحرة التي تبدأ بصوت ملائكي يوقظ أصحاب القلوب اليقظة واصحاب العقول الراسخة ليقفوا صفا واحدا ينتظرون جرعة الشفاء الروحانية
وفي انسجام وتناسق غريب تداعب تسبيحات وريقات الشجر الصغيرة مسامعي فأشعر وكأنها يدا طفل رضيع تداعب ملامحي
وتبدأ الطيور بالمناجاة لتعلن عن وصول أشعة الشمس لتحتضن الكون بأساورها الذهبية في حركات منسجمة مع حركات الموج الانسيابية فيرسم أول مخلوق لوحة فنية غالية لا يراها سوى أمراء عينوا على البشر بأمر مالك الملك
أمراء تعلموا في مدرسة القرآن أن الليل هو شاهد مؤقت على حب فان ولكن الفجر شاهد على قصة حب عظيمة مسجلة على الصفحات الكونية الخالدة على مر الأزمان بين شواهد الطبيعة الساحرة ومن سخرت له وبين خالقهما الله المحب للجمال
أعشق تلك الهمسات الفريدة من نوعها وتلك اللحظات القليلة
ولكنها سرعان ما تنتهي ويغلق الستار على تلك المعزوفة الراقية
ليحل محلها ضجيج وأصوات عالية تعلن عن بداية مسرحية الحياة اليومية
فوداعا أيها الفجر الصامت واهلا بصباح يوم جديد
0 التعليقات:
إرسال تعليق