شخابيط وكلام ممكن يكون مهم وممكن يكون فاضي ايا كان فهو كلام خارج من أعماقي
RSS

الخميس، 1 مارس 2012










اليوم في نفس المكان قابلها , لم يتحدث كثيرا فقط  استمع لها , فلقد كانت سعيده وهي تحدثه بأخبارها . 

أخبرته عن جديد حياتها , فهي الآن أميرة زوجها , تلهو كثيرا باستقبال صديقاتها في بيتها .

تعشق كل ركن في ذلك البيت خاصة الركن المخصص للوحة الزيتية المرسومة لها , تلك التي كان قد أهداها لها  قبيل عرسها ,

رائعه وهي تتباهى بحسن اختيارها لزوجها , فهو بالفعل يستحقها ,  فهو بصدق أحبها .

حقا أبهرته يومها  وهي تقلد خطواتها , تعجب كثيرا  يومها كيف أصبحت تلك الزهرة البرية  بذلك الجمال الملكي , وكيف اصبحت تتقن ببراعة  فن اختيار كلماتها .

لقد أزهلته خاصة وهي ترسم له على السماء مخططات حياتها , وكيف صنعت بالنجوم عقدا ماسيا لتزين به أحلامها .

أبهرته عندما أرته في وجه القمر أطفالها , كم هم رائعين مثلها , وكم هي رائعه وهي تحتضنهم كما تحتضن الشمس سكان أرضها .

لقد أخبرته بأنها تشغل كافة أوقاتها , فلا تجد وقتا لتفكر في زمان مضى , بالفعل كيف لها أن تجد وقتا لتفكر في شخص ما قد أحبها .

شخص أخلص لها وكان هو صندوق أسرارها , ولكنه تعلم الصمت أمام جمالها , فلم يقل يوما لها أنه وبشده أحبها .

شخص كان كلما رأها يرسم لها أحلامها ويحلم دوما بابتسامة تداعب وجهها .
شخص كان هو من  قام بكل تجهيزات عرسها لتزف هي إلى حبيبها في أبهى صورة لها .

شخص كان يلتقط صورها وكأنه يريد أن يبقيها للحظات معه وكأنه أراد أن يخبرها عن ما يكنه بداخله لها .

ولكن كيف وقد اختارت من أحبها وأعلن حبه لها , أيعقل أن يعدل على اختيارها , أيعقل أن يفسد سعادتها في أسعد أيام حياتها .

لا لن يتفوه بكلمه سوى بدموع لن تراها هي فهو يخشى كثيرا على  قلبها  .

شخص يقف أمامها فلا يجد في حياته سببا للسعاده سوى بريق عينيها , 

شخص أصبح الآن غريب عنها يخجل من أن يتطلع لها .


شخص يقف اليوم أمامها ليطمأن على دفء أحاسيسها وسعادتها في حياتها  , 

شخص أخبرها أنه اليوم أكمل رسالة اسعادها  وأنه حان الوقت ليودع طريقها ,حتى يذهب إلى عالم أحلامه من دونها وفي صمت يقول لها أنه لا حياة له بدونها .

وفي صمت مميت نظر لها وكأن فؤاده يودع دقاته , وأنفاسه توشك على الانتهاء من عزفها .

وابتسم ابتسامة صافية , أدق ما يقال في وصفها أنها نار تحرق ما بداخله , أشعلها لتنعم هي بدفء حياتها .

ودمعت عيناها وهي تراه يبتعد عنها , فتودعه بألم صامت يجتاح كيانها ,
وكانها اليوم اعترفت أنه كان أهم شخص في حياتها ,و علمت أنه لم يكن سبب ايتسامها بل هو ابتسامتها وراحة بالها .

واختفى عن أنظارها , ومرت أيام تزيد من شوقها حتى رن هاتفها , ودق قلبها لعله صديق طفولتها وشبابها .

فوجدت صوت صديقه تكسوه الدموع ويعزي قلبها ,

فسألته عن توأم روحها فأخبرها عن أخر رسالة كتبها لها قبل أن يقف فؤاده الضعيف الذي عاش بحبها .

أخبرها أنه لم يقوى على مصارحتها بحبه لها لأن أيامه كانت معدودة وأبى أن يكون هو سبب أمطار قلبها .

أخبرها بأن تأتي لتبعثر الزهور على قبره وتطمأنه عليها وعلى طفلها ,
وتشابكت خطواتها وكأن اقدامها لا تحتملانها فوجدت صديقه يبكي على قبره وبصمت احتضنها ,

نظرت له فقال لها ربط بيننا حتى نتذكر حبه لنا, فغلبتها دموعها وصرخت,
 حتى أعلنت صرخاتها عن ميلاد طفلها ,

ضمته إلى قلبها بدفء وسمته باسم من بصدق أحبها ,وكان مثل من حمل اسمه هو في الحياة سبب سعادتها وصانع ابتسامة وجهها . 

0 التعليقات: