شخابيط وكلام ممكن يكون مهم وممكن يكون فاضي ايا كان فهو كلام خارج من أعماقي
RSS

الأحد، 11 سبتمبر 2011



لا أعلم من أين أبدأ الحديث أرى الحروف وكأنها المرة الأولى التي أتعرف عليها , يالها من ليلة غريبة تتطاير فيها كل أشيائي , أفكاري ,  كلماتي حتى ذلك النوم العميق , أحاول منذ ساعات عديدة أن أبحر في أحلامي ولكن عيناي تأبى الخضوع وكأنها تخشى أن تفارق ساعة الحائط المعلقة على جدار منزلنا وتنسى أن تعد بضع ثواني من تلك الليلة المهمة , فغدا هو أول يوم دراسي لأخي الصغير , أو كما أشعر دائما لابني الكبير , ذلك الطفل المدلل الذي لا تأبى شفتاه في السكون للحظات , على الرغم من فرحتي الكبيرة التي تحتضن أحاسيسي بأنه أخيرا سيبدأ أولى خطوات اكتشاف العالم الخارجي , إلا أن قلبي سيشتاق لتلك الضمة الدافئة من يداه الصغيرتين لا أعلم كيف سيكون يومي بدونه بدون حديثه ومزاحه وإزعاجه وصوته الذي يملأ المكان , كيف سيقضي ذلك الصغير ذلك اليوم الحاسم , بالرغم من ذلك يضحكني كثيرا التفكير في ملامحه وهو يودعنا لأول مرة فأنا أعرف انه لن يكون ذلك الطفل الحزين الذي يتملكه رهبة المكان الجديد والعالم الجديد بدون والديه وأخوانه فطفلي المدلل قوي مرح اجتماعي يحب كل ما هو جديد , انظر منذ أيام في عينيه لا أرى فيهما سوى تساؤلات كثيرة عن عالمه الجديد , أرى تحضيراته المميزة من نوعها في استقبال عامه الأول , يا له من طفل رائع ومميز , ساكون كاذبة لو صرحت بأني أتذكر يومي الأول في الدراسة فأنا نادرا ما أتذكر شيء من طفولتي وكأنها لم تكن , ولكني أتذكر اليوم الأول لاخي الأوسط لقد كان خائفا مترقبا لما سيحدث له غدا , كان سعيدا بحقيبته ومقتنياتها , يسأل كثيرا عما سيحدث له هناك , من سيعلمه , من سيكون معه , وكثيرة هي أسئلته يومها كباقي الأطفال الصغار , ولكن طفلي المدلل اثبت انه يختلف عن الآخرين , فهو يسألني منذ أيام عن طبيعة علاقته بزملائه كيف سيصادقهم كيف سيكون هو من يذهب ليمد يد التعارف عليهم , كيف سيختار صديقه وكيف يعلم ان هذا هو صديقه الأول , وكيف سيتعرف على بنات صفه , ياله من سؤال أذهلني بالفعل كيف لذلك العقل الصغير أن يكون أول مخططاته ان يوقع بفتاة يكون هو بطلها , بالفعل طفل مميز , أكثر أسئلته التي اعجبتني كثيرا عندما سألني كيف أعامل معلمتي ؟ , رائع هو صغيري وهو يستمع لتلك النصائح الصغيرة , وكم اعجبتني تعقيباته وتعليماته الحاسمة لأمي في تحضير احتفال صغير بيومه الأول , وكأنه يأبى أن يكون يوما عاديا , الرائع في الموضوع اننا جميعا نهيأ له الوضع وكأنه يستعد لمعركة , الأروع من ذلك ردة فعله البريئة وهو يعبر عن احساسه بكل بساطه ويقول لأمي بكلمات صغيرة وضحكته البريئة التي تزينها شقاوته المعتادة , بكرة انا رايح المدرسة أجي الاقيكي عملالي حاجة حلوة عشان احكيلك على صحابي علي وعبدالرحمن وأحمد وسارة والكلام الي هنقوله لبعض والألعاب الي هنلعبها , هههههههههه لا أعلم من أين أتى بتلك الأسماء وتلك الشخصيات , ولكنه ليس بجديد عليه فهو صاحب خيال واسع ومبهر , لكن بالفعل أكثر ما أعجبني في اسلوبه هو بساطته في التفكير في يومه القادم الذي هو بمسابة رحله صغيرة للتعرف على أصدقاء جدد , اسلوب مميز لطفل مميز في حياتي , أعلم أني أطيل الحديث على غير العادة ولكني أتغلب على تلك الساعات التي اشعر وكأنها أهم ساعات في حياتي وكيف لا تكون وهي أهم ساعات في حياة ملاك منزلنا الصغير , لا أعرف كيف أختم كلماتي كما اني لا اعرف كيف بدأتها وكيف نسجتها , ولكني فقط أحببت أن أوثق احساسي في يوم من أهم أيام حياتي .

0 التعليقات: