فِي مَقْهَانَا البَعِيد أُنَاجِي أَطْيَافَ المَاضِي .. أَجْلِسُ عَلَّى طَاوِلَةٍ نَائِيَةٍ أُطَالِعُ مَنْ أَعْتَدْتُ عَلى رُؤْيَتِهِمْ مَعَكِ .. لا أَشْتَاقْ إلَيْهِم وَلَـ'ـكِنَّي أَشْتَاق إلى انْعِكَاسِ صَورَتَكِ فِي أَعْيُنَهُم .. يَسْأَلُونِي عَنْكِ .. فَأُجِيب كَذِبَا .. حَتْمَاً سَتَعُود .. يُوَدِعُونَّي فَأَجْلِس وَحِيدَاً .. أَفْتَحُ كِتَابِي الذّي مَا عُدْتُ أَرَى فِيهِ شَيْئَاً غَيْرِك .. أَغْرَقُ فِيكِي .. أَتَذَكَرُ كُل تَفَاصِيلِك .. أَرَاكِ أَمَامِي تَنْظُرِينْ لِي كَآخِرِ لِقَاءٍ بَيْنَنَا.. عَيْنَيْكَ الدَامِعَتَيْنِ .. يَدَاكِ المُرْتَعِشَتَانِ .. صَوْتِكِ المُوْجِعِ .. عِطْرِكِ الحَزِين .. وَرَجُلاِ مَا عَادَ يُشْبِهُنِي .. تَنْعَكِسُ صُورَتِهِ فِي مِرْآتِك.. فَتُمْطِرُ عَيْنِي .. و يَحْتَرِقُ قَلْبِي .. و أَثْمَلُ مِنْ رَائِحَةِ الذِكْرَيَاتِ .. فَيُغْشَى عَلَيّ .. أَسْتَيْقِظُ تَائِهَاً .. مِنْ وَجَعِ أَحْلامِي .. أُعَاوِدُ صِرَاعِي مَعَ الحَيَاةِ .. فَلَا أَقْبَلُهَا وَلَا تَقْبَلُنِي .. فَأَتَمَنَى المَوْتَ .. فَلَا أَقْبَلُهُ وَلَا يَقْبَلُنِي .. فَأَحْيَا نِصْفَ حَيَاة .. وأَمُوتُ نِصْفَ مَوْت .. وأَبْحَثُ عَنْكَ بِنِصْفِ عَقْلٍ .. فَلَا أَجِدَكِ وَلَا أَجِدَنِي .. فَأَضِيعُ بَيْنَ الطُرُقَاتِ .. لَا أُمَيِزْهَا وَلَا تَعْرِفَنِي .. أَطْرُقُ الأَبْوَابَ فَتَطْرُدَنِي .. وَأَتَحَامَلُ عَلَى أَقْدَامِي .. فَمَا عُدْتُ أَشْعُر بِهَا وَمَا عَادَت تَحْمِلَنِي .. فَأَعُود لِمَقْهَانَا البَعِيد أُنَاجِي أَطْيَافَ المَاضِي فَتَقْتُلْنِي مِنْ جَدِيد .
0 التعليقات:
إرسال تعليق