لم أكن يوما فتاة أحلام , لم أكن يوما تلك الفتاة الفاتنة , ولم أكن تلك
المتألفة , ولم أكن تلك الأنيقة , لم أكن يوما ذات العينين الواسعتين , أو ذات
الملامح الغربية , لم أكن تلك التي تحاوطها الأماني , أو تلك التي تتابعها الأعين
, لم أكن تلك التي تسكن بين ثنايا الروح , أو تحتل رياض العقل , لم أكن تلك التي
تُهوى أو التي تَهوى , كنت فقط تلك الساكنة في مدن الأحلام , كنت تلك الزائرة المخلصة
لربى الكلمات , كنت تلك المسافرة في عبق الأزمنه , كنت تلك الوفيه لذاك الكتاب ,
كنت أنا الشاهده على رسائل مي لجبران , كنت أنا الباكية على دمعات الرافعي في
رسائل الأحزان , كنت أنا المتمتمة بآهات درويش , والصارخة بأوجاع أحمد مطر , كنت
أنا من أتنغم بهرطقات نزار , كنت أنا من أتمايل على كلمات سعاد الصباح , كنت أنا من
تكبر لتكبر أوجاعها مع من يبيتون في الطرقات , كنت أنا من تنهشني أوجاع الصغار ,
كنت أنا وما كنت غير تلك المكبله في سلاسل الكلمات , كنت أنا وماكنت تلك الملطخة
بأقنعه الزمان , كنت أنا وما كنت تلك التي
تفضل عند العرب , كنت أنا وماكنت سوى طفلة تحمل في قلبها أوجاع وطن ضائع ,
وأخلاق ما عادت في الحسبان , كنت أنا وما كنت سوى غارقه في بحر الأفكار , كنت أنا
وما كنت أعلم أننا في زمن توءد فيه الأحلام . وكنت أنا التي لم تكن يوما فتاة أحلام.
0 التعليقات:
إرسال تعليق