شخابيط وكلام ممكن يكون مهم وممكن يكون فاضي ايا كان فهو كلام خارج من أعماقي
RSS

الجمعة، 11 يناير 2013


وكعادتي في ليل شتوي بارد , أشتاق إليك , تحملني نفسي على ارتداء عاداتك , فنجان قهوة ساخن , كتاب سياسي ساخر , كرسي هزاز  خلف زجاج الشرفة  الكبيرة انظر من وراءه على النيل الساكن والأضواء الملونة والعالم الحزينة وآهات الشعب الصامتة , فأكون أنا أنت , أتألم كما كنت تتألم , أبكي كما كنت تبكي أغمض عيني للحظة , ألملم نفسي وأعود لأقرأ , أقلب صفحات كتابك , أراك بين سطوره , أشم رائحتك بين صفحاته , أسمع همهماتك مع صوت تقلبيها , ومن ثم أغلقه ومحصلتي منه أنت , أغمض عيني للحظات , أراك مرة أخرى تعدني بلقاء آخر ابتسم , أدخل غرفتي , أستقبل القبلة وادعو لك , تجاهد عيناي لتنام , يوقظها عقلي , يطمئنها قلبي , يغلبها النعاش لتراك في حلم طويل , أراك معي وأنا معك , كما كنا كل ليل شتاء طويل , أسمع صوتك , صوت أطفالنا كما كانوا منذ زمن قصير , أرى يدك  تحمل من على كتفي أحمالي كل يوم في ذلك الزمن الجميل , أراها  تمسح دموعي قبل رحيلك في سفر طويل , أرى ابتسامتك ودموعك وأنت تحتضن طفلك الرضيع , أرى فرحتك وأنت تحمل له حقيبته وهو معلق بيدك ليخطو أولى خطواته بعيدا عن أحضاننا , أرى فخرك بك عند نجاحه , دموع فرحتك عند زواجه , شريط زكرياتك المار أمام عينيك وأنت تحتضن طفله الأول , أراك بالأمس وأنت معي وهو معنا , أراك بالأمس وأنت معي وهو معهم , أراك اليوم وأنت لست معي وهو معهم , أراك بالغد وأنا معك وهو معهم . فتهفو نفسي كل يوم اليك وهي معهم , وتهفو إليك وهي ليست معهم , فأغيب عن عالمي وأتوه في عالمك , وادعوا أن يكون عالمي هو عالمك .

0 التعليقات: