ولأن الليل هو الوقت الوحيد الذي يدق على ناقوس وحدته صادقه حتى لا يتألم .. كل يوم يلتقي به في طقوس اعتاد عليها , يندمج قليلا في ضجيج المحطات التلفزيونية , يقلبها كصفحات كتاب ممل لا يخرج منها الا بقليل من الصراخ , يغلقها ليلتقي بحاسوبه الشخصي , ليبحر في عالمه الأفتراضي ويهرب من وحدته إلى وحدة الآخرين, يطمأن على الجميع ويخبرهم جميعا أنه بخير ويصمت قليلا ويسأل نفسه هل أنا فعلا بخير , يغمض عينيه ليفكر وقبل أن تغلبه الأفكار يستعد للنوم يختطف أول كتاب تقع عليه عيناه من مكتبته الكبييرة التي أعدها بنفسه بكل حب , وكيف لا وهي بيت أطفاله المدللين , يأخد منهم كل يوم طفل يداعبه ويبتسم له أو يتألم بأحزانه فيضمه إلى صدره ليدفأ به برد مشاعره , يغمض عينيه وينام في هدوء وسبات , تراوده الأحلام التي يهرب منها دائما بافتعال أشياء تلهيه عنها حتى يختطفه النوم مخففا عنه أتعابه ولكنها تداهم عالمه الآخر بعنف , يحاول طردها بتقلباته ولكنها تتشبث به كالطفلة المتعلقة بيد أبيها طالبة الأمان , تتشبث به حتى يستيقظ منها هاربا , يعطر سجادته ويأنق نفسه ويغمض عقله عن الأفكار لينفض عن كتفيه الأحمال باللقاء الإلهي المحبب لقلبه , ينتهي ويدعو الله بصدق ويبكي إلى أن تحين نفحات الفجر المعطرة يعتدل ليتم طقوسه الايمانية , يغمض عينيه قليلا إلا أن توقظه أشعة الشمس المطلة عليه من شرفته الكبيرة بلطف , يستعد لبدأ يومه يعد قهوته وافطاره يتناولهما بصمت في الشرفة المطلة على عالم آخر مليء بالزحام يقلب جريدته اليومية ليخرج منها بلا شيء سوى غضة في القلب , يقف لينظر للعالم الآخر وللشاطئ البعيد ويرى أطفال الجيران يتسابقون إلى مدارسهم يودعونه بكل حب وتلوح لهم يداه بالدعاء , يذهب لعمله ويبحث في وجوه الناس عن شخص كان يعرفه منذ زمن بعيد لا يجده , يصل لمكتبه ويقابل الجميع بابتسامته الوقورة الهادئة التي يحب أن يراها الجميع لتخفف عنهم حدة يومهم , ياخذ فنجان قهوته الثاني ويمسك قلمه ويستعد لكتابه شيء ما فيكتب ما يخفف به أعباء الحياة على من أحبهم وأفنى من أجلهم عمره , ينتهي قلمه من خط سطوره , فيلتفت لخطابات قراءه يعيش فيها ويرسل لهم وصفة السعادة السحرية التي تميز بها مع زهرة بيضاء تحمل لهم كل معاني الحب , يقرأ من بينهم سطور من تلميذه النجيب , أستاذي الحبيب باسمي وباسم كل من علمتهم معنى العطاء , باسمي وباسم من أفنيت عمرك من أجل اسعادهم , باسمي وباسم كل من علمته فن الابتسام , شكراا , تغلبه دموع الفرحة التي اخفت نصف الكلام والتي تساقطت باسم الفرح واختفت وراء ستارها دموع الأحزان , فيجيب عليهم , اذا أردتم أن تشكروني اتسموا وابذلوا حياتكم في العطاء ولكن لا تنسوا حق أنفسكم في العطاء , فأنفسكم البريئة تستحق منكم الكثير فلا تبخلوا عليها بما تصنعون , يلملم أغراضه بعدما كتب أخر سطوره واحتضن الجميع بابتسامته وذهب في طريقه إلى مقهى جديد بحث عنه بالأمس ليكون بديلا لعمله الذي أفنى فيه عمره , ويكون رواده بدلاء لقراءه , وتكون أحزانهم بديلة لأحزانه , فيقضي ما تبقى من عمره بينهم , لعل أنفاسه الأخيرة تخرج وهو يمارس هوايته في رسم الابتسامة على وجوه الآخرين وإزالة غبار الحزن عن أفئدتهم , ليتراكم على فؤاده أوجاع أحزانهم التي تطرد أوجاعه القاسية التي أهملها في أحد أركان حياته , فهو لا يريد أن يبعثر أحاسيسه بنبشه لرفات عمره , ولا يريد أن يتذكر أنه أفنى حياته في البحث عن الناس فضاعت ذاته في ذواتهم وسيدفن اسمه معه وما تبقى منه ستدفنه الأيام وستنتهي حياته كنهاية بطل روايته الأخيرة وحيداا .
الاثنين، 21 يناير 2013
ولأن الليل هو الوقت الوحيد الذي يدق على ناقوس وحدته صادقه حتى لا يتألم .. كل يوم يلتقي به في طقوس اعتاد عليها , يندمج قليلا في ضجيج المحطات التلفزيونية , يقلبها كصفحات كتاب ممل لا يخرج منها الا بقليل من الصراخ , يغلقها ليلتقي بحاسوبه الشخصي , ليبحر في عالمه الأفتراضي ويهرب من وحدته إلى وحدة الآخرين, يطمأن على الجميع ويخبرهم جميعا أنه بخير ويصمت قليلا ويسأل نفسه هل أنا فعلا بخير , يغمض عينيه ليفكر وقبل أن تغلبه الأفكار يستعد للنوم يختطف أول كتاب تقع عليه عيناه من مكتبته الكبييرة التي أعدها بنفسه بكل حب , وكيف لا وهي بيت أطفاله المدللين , يأخد منهم كل يوم طفل يداعبه ويبتسم له أو يتألم بأحزانه فيضمه إلى صدره ليدفأ به برد مشاعره , يغمض عينيه وينام في هدوء وسبات , تراوده الأحلام التي يهرب منها دائما بافتعال أشياء تلهيه عنها حتى يختطفه النوم مخففا عنه أتعابه ولكنها تداهم عالمه الآخر بعنف , يحاول طردها بتقلباته ولكنها تتشبث به كالطفلة المتعلقة بيد أبيها طالبة الأمان , تتشبث به حتى يستيقظ منها هاربا , يعطر سجادته ويأنق نفسه ويغمض عقله عن الأفكار لينفض عن كتفيه الأحمال باللقاء الإلهي المحبب لقلبه , ينتهي ويدعو الله بصدق ويبكي إلى أن تحين نفحات الفجر المعطرة يعتدل ليتم طقوسه الايمانية , يغمض عينيه قليلا إلا أن توقظه أشعة الشمس المطلة عليه من شرفته الكبيرة بلطف , يستعد لبدأ يومه يعد قهوته وافطاره يتناولهما بصمت في الشرفة المطلة على عالم آخر مليء بالزحام يقلب جريدته اليومية ليخرج منها بلا شيء سوى غضة في القلب , يقف لينظر للعالم الآخر وللشاطئ البعيد ويرى أطفال الجيران يتسابقون إلى مدارسهم يودعونه بكل حب وتلوح لهم يداه بالدعاء , يذهب لعمله ويبحث في وجوه الناس عن شخص كان يعرفه منذ زمن بعيد لا يجده , يصل لمكتبه ويقابل الجميع بابتسامته الوقورة الهادئة التي يحب أن يراها الجميع لتخفف عنهم حدة يومهم , ياخذ فنجان قهوته الثاني ويمسك قلمه ويستعد لكتابه شيء ما فيكتب ما يخفف به أعباء الحياة على من أحبهم وأفنى من أجلهم عمره , ينتهي قلمه من خط سطوره , فيلتفت لخطابات قراءه يعيش فيها ويرسل لهم وصفة السعادة السحرية التي تميز بها مع زهرة بيضاء تحمل لهم كل معاني الحب , يقرأ من بينهم سطور من تلميذه النجيب , أستاذي الحبيب باسمي وباسم كل من علمتهم معنى العطاء , باسمي وباسم من أفنيت عمرك من أجل اسعادهم , باسمي وباسم كل من علمته فن الابتسام , شكراا , تغلبه دموع الفرحة التي اخفت نصف الكلام والتي تساقطت باسم الفرح واختفت وراء ستارها دموع الأحزان , فيجيب عليهم , اذا أردتم أن تشكروني اتسموا وابذلوا حياتكم في العطاء ولكن لا تنسوا حق أنفسكم في العطاء , فأنفسكم البريئة تستحق منكم الكثير فلا تبخلوا عليها بما تصنعون , يلملم أغراضه بعدما كتب أخر سطوره واحتضن الجميع بابتسامته وذهب في طريقه إلى مقهى جديد بحث عنه بالأمس ليكون بديلا لعمله الذي أفنى فيه عمره , ويكون رواده بدلاء لقراءه , وتكون أحزانهم بديلة لأحزانه , فيقضي ما تبقى من عمره بينهم , لعل أنفاسه الأخيرة تخرج وهو يمارس هوايته في رسم الابتسامة على وجوه الآخرين وإزالة غبار الحزن عن أفئدتهم , ليتراكم على فؤاده أوجاع أحزانهم التي تطرد أوجاعه القاسية التي أهملها في أحد أركان حياته , فهو لا يريد أن يبعثر أحاسيسه بنبشه لرفات عمره , ولا يريد أن يتذكر أنه أفنى حياته في البحث عن الناس فضاعت ذاته في ذواتهم وسيدفن اسمه معه وما تبقى منه ستدفنه الأيام وستنتهي حياته كنهاية بطل روايته الأخيرة وحيداا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق